في ندوة تفاعلية عقدها مركز الأرض وشارك فيها عدد من مرشحي المجالس البلدية في كل من بيت لحم، رام الله، ونابلس، وذلك عبر تقنية زوم،. قدم خلالها مرشح قائمة رواد التنمية من نابلس سائد أبو حجلة، ومرشحة قائمة منارة رام الله جنين مرعي، ومرشحة قائمة كلنا بيت لحم لوسي ثلجية، مداخلات شاملة حول رؤية هذه الكتل للنهوض بواقع البلديات و ضرورة تعزيز المشاركة الشبابية والنسوية و تعزيز الاهتمام بالأحياء المهمشة، بما يضمن أعلى درجة من العدالة في الخدمات و تطوير التواصل مع الجمهور بما للارتقاء بالشفافية و المساءلة و المحاسبة المجتمعية بمشاركة وتعقيب عدد من الخبراء والمختصين.
استعرضت لوسي ثلجية طبيعة القائمة الانتخابية التي تمثلها، حيث أنها تضم 14 عضو وعضوة منسجمين في رؤيتهم لواقع مدينة بيت لحم، و جميعهم من خلفيات فكرية وثقافية تكمل بعضها البعض، يجمعهم التفاهم ازاء حماية الحق في حرية التعبير، وتهدف قائمة كلنا بيت لحم لبناء جسور الثقة بين المواطن والمجلس، فهناك إدراك تام لحاجة المواطن الواضحة للكثير من الأمور من مجالس البلدية، أهمها البنية التحتية، تعزيز دور المرأة في المجتمع الفلسطيني، حيث تسعى القائمة لتجاوز موضوع الكوتة، وأن تكون مشاركة المرأة مبنية على مبدأ التشاركية والكفاءات وليس النوع الاجتماعي.
من جانبه، تطرق سائد أبو حجلة إلى التعريف بالقائمة الانتخابية التي يمثلها، وأشار بأن لها رؤية تنموية شاملة، ضمن قطاعات كاملة، سواء نقابات مهنية أو عمالية، أو مجتمع مدني، حيث تمثل الكتلة طاقات متنوعة تهدف من خلالها خدمة هذا البلد، فقائمة رواد التنمية تتميز بأن أعضائها لديهم ما يقدمونه في المجال الهندسي والتربوي والحوكمة وتجنيد الدعم من خلال علاقاتهم الواسعة على الصعيد الدولي، مشيراً إلى أن الركن الأساسي في تشكيل القائمة هو التناغم بين التخصصات التي تصب في إطار الرؤية التنموية.
أما جنين مرعي وهي من أصغر المرشحين في قائمة منارة رام الله، فقد أشارت إلى أن القائمة وجدت على أساس فكرة جوهرها ائتلاف ديمقراطي وأفراد فاعلين، فالقائمة لديها مبادئ راسخة أهمها الإيمان بالشباب، وضرورة وصول المرأة لأدوار قيادية، وتميزت الكتلة بالطابع الشبابي، الذي يدمج بين حماسة الشباب وتطلعاتهم بالتوازي مع خبرات الكبار ممن تشهد لهم ساحات العمل النقابي والثقافي والوطني.
وقدم الحضور والمعقبين مداخلات أشارت الى أبرز التحديات التي من الممكن أن يواجهها المرشحين خلال الفترة الحالية وما يليها.
فقالت د.فيرا بابون الرئيسة الأسبق لبيت لحم، أن هناك فرق هائل بين قبل الترشح وما بعد الفوز، على المرشحين إدراكه جيدا، وتحديدا الفائزين منهم، لفهم طبيعة وتطور البرامج والخطط التي وضعوها خلال حملاتهم، حتى يستطيعوا ترجمتها وتحويلها لتلامس أرض الواقع.
كما أضاف د. غسان طوباسي، أن تجربة الانتخابات المحلية في فلسطين تختلف عن أي دولة ثانية، بسبب تسييس المجتمع، وبالتالي تتخذ الانتخابات طابع سياسي تنظيمي أكثر منه برامجي حقيقي يهدف لتحقيق الأهداف التي ترمي إليها المجالس المحلية، وبالتالي قد يكون ضعف المشاركة السياسية طبيعي بعض الشيء، الأمر اللافت هذه الانتخابات هو حجم مشاركة الشباب خصوصا الإناث منهم، وهي بارقة أمل نحو مستقبل أكثر انفتاحا وديمقراطية.
وأشارت د. مكرم عباس لأن عدم الاستقرار السياسي ينعكس بشكل كبير على منظومة العمل داخل المجالس البلدية، كما أن البعد الحزبي دائم التواجد في مجالس البلدية، ما ينتج مناكفات تؤثر على الإنتاجية، وهو ما يتم ملاحظته من خلال منظومة الاصطفافات داخل البلدية نفسها أو الموظفين، حيث أن الهيكلية الإدارية داخل المجلس ناتجة عن فكر حزبي متراكم منذ سنوات، نتج عن ترهل إداري داخل البلديات، وهذا الأمر من أهم التحديات التي ستواجهها المجالس القادمة.
اختتم الندوة أ. جمال زقوت المدير العام لمركز أرض، مؤكدًا على أهمية التنسيق بين الكتل الانتخابية و المجالس البلدية القادمة بما يعزز التكامل على الصعيد العام سيما في اطار يعزز وحدة الهوية و النهوض بمسؤولياتها الوطنية لجهة تعزيز صمود المواطنين في مواجهة مخططات الاحتلال و محاولاته لتصفية الحقوق الوطنية و فرض الكانتونات.
تأتي هذه الندوة في سياق مشروع تمكين الشبابي و تعزيز التنمية السياسية و المجتمعية لهذا القطاع الأوسع، وذلك من خلال الحوار وبناء المجتمع الذي يهدف إلى خلق توجه مجتمعي ومؤسسي وشبابي عام جديد لتبني الأساليب الحديثة للمشاركة السياسية واستعادة المواطنة في فلسطين، من خلال إتاحة الفرصة لمرشحي المجالس الشبابية بالمشاركة والتعبير عن أنفسهم، وتبادل الخبرات مع من المختصين و القيادات الشابة وتجاربهم المعرفية و العملية الرائدة .